
ستتمتّع الخطوط القطرية بحقوق موسّعة في مجال التسويق واستخدام العلامة التجارية خلال المباريات المقبلة.
مرّة جديدة، أثبتت شركة الخطوط الجوية القطرية ريادتها على المستوى العالمي؛ بعد إعلانها، الأحد الموافق الـ 7 من مايو/أيار 2017، تعاقدها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؛ لتصبح الشريك الرسمي وشركة الطيران الرسمية لبطولاته، حتى عام 2022.
وبذلك، أكّدت "القطرية" أنها تعمل في صمت، وتعلن ضربتها القوية في الوقت المناسب، ما يُشير إلى حجم الاحترافية والمهنية العالية التي يتمتع بها مسؤولوها وأصحاب القرار فيها.
وبعد هيمنة بالطول والعرض منذ العام 2006، أزاحت الخطوط الجوية القطرية منافستها "طيران الإمارات"، التي كانت تتولّى رعاية بطولات "الفيفا" مقابل ما يزيد على 300 مليون دولار، لتحلّ مكانها حتى مونديال 2022.
- شراكة طويلة حتى مونديال "الحُلم"
وباتفاقها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يرأسه السويسري الشاب جياني إنفانتينو، منذ الـ 26 من فبراير/شباط 2016، تتولّى الخطوط الجوية القطرية ملفّ رعاية العديد من البطولات الدولية لكلا الجنسين في مختلف الفئات السنية.
ويبرز كأسا العالم، المقرّر إقامتهما في روسيا وقطر؛ عامي 2018 و2022 على التوالي، إضافة إلى كأس القارات صيف هذا العام، وكأس العالم للأندية التي تُقام سنوياً، وكأس العالم للسيدات عام 2019، كأهم الأحداث الكروية التي ستتولّى "القطرية" رعايتها خلال فترة تعاقدها مع (الفيفا).
وبصفتها الشّريك الرسمي لـ "فيفا"، ستتمتّع الخطوط القطرية بحقوق موسّعة في مجال التسويق واستخدام العلامة التجارية خلال المباريات المقبلة لكأسَي العالم المقبلين، مع جمهور من المتوقّع أن يصل عدده إلى مليارَي شخص في كل دورة.
كما ستبرز صورتها في مباريات مثل كأس العالم تحت 20 عاماً، وكأس العالم في كرة القدم داخل الصالات، وكأس العالم التفاعلية، وهي أكبر مسابقة على الخطّ لألعاب فيديو كرة القدم في العالم.
- أكثر شركات الطيران نمواً في العالم
وعلى هامش توقيعها العقد مع الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، في مقر الفيفا بسويسرا، وصفت الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم، فاطمة سامورا، "القطرية" بأنها أكثر شركات الطيران نمواً في العالم.
ورأت أن "القطرية" تُعتبر الشريك المثالي لـ "فيفا"؛ لكونها أولى الشركات التي أدخلت هذه الصناعة إلى الخليج، في ظل الاستعداد لإقامة نهائيات كأس العالم لأول مرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهنا يدور الحديث حول مونديال 2022.
بدوره، أكّد الباكر أن "القطرية"، تُدرك قدرة الرياضة "على الجمع بين الأفراد في روح المنافسة الرياضية"، معرباً عن تطلّعه للاحتفال بالانتصارات مع المشجّعين، إضافة إلى الحماس خلال كل مباراة تقام في الدورتين المقبلتين لكأس العالم.
- القطرية ولدت "عملاقة"
وكانت الخطوط القطرية قد ولدت عملاقة في مجال الرعاية والاستثمار في الشأن الرياضي؛ إذ وضعت شعارها على قميص برشلونة، صيف عام 2013؛ بناءً على اتفاق جرى بين مجلس إدارة النادي الكاتالوني ومؤسسة قطر، حين اتخذ "الأول" قراراً تاريخياً، وفتح باب "الرعاية التجارية" على أقمصة الفريق.
وبفضل ذلك الاتفاق؛ باتت مؤسّسة قطر ذائعة الصيت أول راعٍ رسمي في تاريخ النادي الكاتالوني، حيث وُضع شعارها على قميص برشلونة، قبل أن يحل شعار "القطرية" بدلاً منها في 2013، مقابل 35 مليون يورو.
وتنتهي رعاية "القطرية" لقميص برشلونة بنهاية الموسم الجاري، في الوقت الذي تمكّنت شركة يابانية من الحصول على عقد الرعاية الرسمي، مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين 55 و60 مليون يورو سنوياً، للفترة ما بين عامي 2017 و2021.
اقرأ أيضاً :
باتت عاصمة للرياضة.. تعرّف على "روزنامة" الدوحة في 2017
ورغم انتهاء التعاقد بين الطرفين، فإن إدارة برشلونة تُبدي تمسّكها الكبير بمواصلة التعاون مع الخطوط القطرية، حيث كشفت صحيفة "موندو ديبورتيفو"، المقرّبة من دوائر صنع القرار في مجلس الإدارة، مطلع مارس/آذار المنصرم، أن الطرفين بصدد توقيع عقد جديد يضمن استمرار الشراكة فيما بينهما لسنوات قادمة.
وأشارت الصحيفة الكاتالونية إلى أن الخطوط الجوية القطرية نجحت في إبرام صفقة جديدة مع إدارة برشلونة بشأن رحلات الفريق الجوية في مختلف البلدان، واعتمادها "الطيران الرسمي للنادي"؛ وذلك للسنوات الأربع المقبلة، مقابل حصول برشلونة على 50 مليون يورو.
ولم تشر الصحيفة ذائعة الصيت في كاتالونيا إلى موعد التوقيع الرسمي بين الطرفين، إضافة إلى كيفية ظهور شعار "القطرية" وفقاً للاتفاقية الجديدة، وأين سيكون مكانه أيضاً.
ويُعدّ برشلونة من "أفضل أندية العالم" في العقد الأخير، وحقّق العديد من الألقاب المحلية والقارّية والعالمية في عهد الهولندي فرانك رايكارد، والإسبانيين بيب غوارديولا ولويس إنريكي.
وإلى جانب الثلاثي الهجومي المعروف إعلامياً بالـ "MSN"؛ المكوّن من الأرجنتيني ليونيل ميسي، و"الساحر" البرازيلي نيمار دا سيلفا، و"العضاض" الأوروغوياني لويس سواريز، يضم برشلونة ضمن صفوفه لاعبين من الطراز الرفيع؛ على غرار "الرسام" أندريس إنييستا، و"مهندس خط الوسط" سيرجيو بوسكيتس، والمدافع "الأنيق" جيرارد بيكيه، والحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، وآخرين.
- زيارة تاريخية لقطر
وكان برشلونة قد أجرى زيارة "تاريخية" بكامل نجومه إلى قطر، في ديسمبر/كانون الأول 2016؛ تنفيذاً لاتفاق مع الخطوط الجوية القطرية، يتضمّن خوضه مباراة ودّية دولية أمام الأهلي السعودي الذي ترعاه "القطرية" أيضاً، أطلق عليها "مباراة الأبطال"، وانتهت بفوز رفاق "البرغوث" بخمسة أهداف مقابل ثلاثة.
اقرأ أيضاً :
برشلونة و"الخطوط القطرية".. شراكة مستمرة لمواصلة الريادة
"العلاقة كانت ناجحة للغاية"، هكذا يقول رئيس مجلس إدارة الخطوط القطرية، أكبر الباكر، خلال مؤتمر صحفي أقيم في الدوحة، على هامش مباراة "الأبطال"؛ وذلك في إطار تقييمه للشراكة مع برشلونة على مدار السنوات الماضية.
ووفقاً لآراء خبراء في عالم التسويق الرياضي، فإن العقد بين برشلونة والخطوط الجوية القطرية أسهم بشدّة في الترويج للأخيرة وما تمثّل، وهو ما أكّده أنطوني ماركو، رئيس شركة التسويق "سبورتس ريفوليوشن"، حين شدّد على أن "الارتباط ببرشلونة خلال هذه الفترة كان ذا فائدة، فقد حقّق القطريون نتائج استثنائية".
ويضيف رئيس الشركة، التي تتخذ من لندن مقرّاً لها، قائلاً: "رعاية قميص برشلونة وضعت الخطوط القطرية على الخريطة العالمية".
وإلى جانب شراكتها "الاستثنائية" مع برشلونة، ترعى "القطرية" قميص الأهلي السعودي، فضلاً عن سباقات السيارات الكهربائية في باريس ونيويورك، والمسابقة العالمية للاتحاد الدولي لسباق الدرّاجات الهوائية، التي انعقدت مؤخّراً في العاصمة القطرية الدوحة.
- الاستثمار رياضياً
وفي ظل انخفاض أسعار النفط، الذي تعتمد عليه الدول الخليجية كركيزة أساسية في موازناتها السنويّة، ارتأت حكومات هذه البلدان ضرورة تنويع "الاقتصاد" وعدم الاعتماد "كلياً" على البترول والغاز؛ وذلك من خلال طَرق أبواب جديدة، على غرار "الاستثمار الرياضي"، والاستثمار في عالم العقارات على مختلف أسمائه؛ تأهّباً لـ "مرحلة ما بعد النفط".
اقرأ أيضاً :
أندية أوروبا وجهتها.. شركات الطيران الخليجية تستثمر في الرياضة
ومن هذا المنطلق، دخلت الخطوط الجوية العربية، وخاصة "الخليجية" منها، عالم "الاستثمار الرياضي"، وهنا يدور الحديث حول "القطرية"، و"طيران الإمارات"، و"طيران الاتحاد"، بالإضافة إلى الخطوط الجوية الملكية الأردنية.
- في الصدارة دائماً
وعلى مدار السنوات الماضية، حلّت الخطوط الجوية القطرية في المرتبة الأولى، وفقاً للعديد من المواقع والاستطلاعات والاستفتاءات، من بينها موقع "AirHelp"، المختص في تعويض المسافرين المتعرّضين لأضرار أثناء رحلاتهم.
وجاء هذا في أحدث تصنيف لشركات الطيران العالمية، وذلك اعتماداً على ثلاثة معايير فقط؛ هي: "احترام الوقت، ونوعية الخدمات، والتعامل مع التعويضات"، بغض النظر عن أسعار التذاكر.
اقرأ أيضاً :
بات "أيقونة".. حكاية 400 هدف أحرزها رونالدو بقميص ريال مدريد