
الندوة استضافها معهد أتلانتيك للأبحاث في واشنطن، عن التقدّم والإنجازات التي حقّقتها المرأة الخليجية.
لم يكتفِ الاحتلال "الإسرائيلي" بإصدار قرار إبعاد الأسير الفلسطيني المحرر مصطفى مسلماني، إلى قطاع غزة، كشرط لضمه مع الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"؛ بل واصل سياسة العقاب النفسي والتهديد بالاغتيال والاعتقال، ليس لمصطفى فقط؛ بل لعائلته بالضفة الغربية المحتلة.
الأسير المحرر مسلماني (52 عاماً)، أُبعد إلى غزة ضمن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط عام 2011، بعد قضاء أكثر من 20 عاماً داخل السجون. وخلال سنوات الإبعاد، كان الألم والحسرة والحرمان أصدقاء دائمين لمسلماني، والذي لم يسمع صوت عائلته منذ أكثر من 5 سنوات.
معاناة المحرر مسلماني، وهو عضو في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بدأت حين اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة من أبنائها داخل سجونها منذ سنوات، وليس هذا فقط؛ بل تقوم باقتحام منزله الكائن في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بشكل دوري وتفتيشه والاعتداء على عائلته، إضافة إلى اعتقال كل من يحاول الاتصال به هاتفياً.
حرمان وألم.. وتحدٍّ
مسلماني قال لمراسل "الخليج أونلاين"، في غزة: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً أن يفرض عليَّ عقاباً جديداً بقطع أي تواصل مع عائلتي بالضفة الغربية؛ لحرماني منها أو حتى الحديث معهم عبر الهاتف".
ويضيف مسلماني، الذي يحرص كل يوم اثنين على المشاركة في اعتصام أهالي الأسرى، بمقر الصليب الأحمر الدولي في غزة: "لم أتحدث مع أفراد عائلتي وحتى لم أرهم منذ أكثر من 5 سنوات متواصلة، وأنا الآن منقطع عنهم بشكل تام؛ بسبب سياسة الاحتلال الصارمة والمجحفة بحقي وعائلتي".
مسلماني الذي قضى 20 عاماً متفرقة في سجون الاحتلال، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في آخر عملية بطولية له، يتابع قصته بالقول: "كل من يقوم بالاتصال بي من الضفة مباشرة، يقتحم الاحتلال بعد ساعات قليلة منزله ويفتشه، وعرض المكالمات الهاتفية التي تمت معي، واعتقال من اتصل واقتياده إلى السجون".
وأضاف: "معظم أفراد عائلتي تم اعتقلهم، ويوجد الآن داخل السجون ثلاثة من أبنائي هم: حازم (21 عاماً)، وجهاد (25 عاماً)، وإياد (28 عاماً)، إضافة إلى ملاحقة يومية لباقي أفراد أسرتي وكل من يحاول الاتصال بي، حتى المحامي الخاص بي، ويدعى مهند الخراز، منعه الاحتلال وبأمر مباشر من التواصل معي لأي سبب كان وإلا فسيتم اعتقاله".
وبابتسامه خفيفة، خلفت وراءها الكثير من الحسرة والألم، يروي مسلماني قصة طريفة حصلت معه، خلال مكالمة أخيرة جرت مع أحد أبنائه الأطفال، والذي لم يتجاوز عمره السنوات العشر، حين سأله: "لماذا لا تتصل بي يا سيدو؟"، قال له الطفل: "ما بدي أحكي معك خايف اليهود يعتقلوني".
وفي عام 2001، كان مسلماني قد نفّذ هو ورفاق له عملية قتل الحاخام "مائير كهانا" وزوجته بين مدينتي رام الله ونابلس شمالي الضفة الغربية بإطلاق النار عليهما مباشرة، والتي عرفت بعملية "كهانا"، فاعتُقل بعد مطاردة استمرت شهوراً عدة، ثم قضى تحت تحقيق قاسٍ أياماً وأسابيع قبل أن تقضي المحكمة بسجنه مدى الحياة.
وفي عام 2011، أفرج الاحتلال مرغماً عن مسلماني ضمن صفقة وفاء الأحرار (شاليط)، وحينها تنفست عائلته الصعداء وظنت لوهلة أنها ستجتمع به مجدداً بعد نحو عشرين عاماً من الاعتقالات المتفرقة في سجون الاحتلال، حالت كلها دون التجمع مع ذويه ولو مرة واحدة.
مكافأة مالية كبيرة لمن يغتاله
ويشير مسلماني إلى أن "إسرائيل وضعت مكافأة مالية كبيرة لمن يقوم باغتياله تقدر بأكثر من مليون دولار أمريكي"، مشيراً إلى أن "هذا التهديد المباشر لحياته لا يخيفه كثيراً؛ لأنه طالما تمنى الشهادة في سبيل الله، ودفاعاً عن الوطن".
وأوضح مسلماني أن "الأسرى المحرَّرين كافة ضمن صفقات التبادل معرضون للاغتيال والاعتقال والاستهداف من قِبل أجهزة الاحتلال المختلفة، وإبعادنا إلى غزة أو أي مكان آخر سيكون مسرحاً في أي وقت لارتكاب الاحتلال مجزرة بحق كل ما هو فلسطيني، وخاصة الأسرى المحرَّرين".
يذكر أن الحاخام المتطرف "كاهانا" وهو ابن الحاخام "مائير كهانا"، الذي قتله مسلماني في عملية بطولية، دعا بشكل صريح إلى قتل الأسير المحرَّر مصطفى مسلماني، ورصد مبلغ مليون دولار أمريكي، لمن يفوز بقتله.