"البكتريا" خيار المهندسين الجديد لترميم المباني الأثرية.. كيف ذلك؟

إن اعتماد عجينة البكتريا في البناء سوف يؤدي إلى ولادة طرق بناء جديدة ومثيرة
كيف تصلح الشقوق؟
تتغلغل البكتريا داخل الشقوق وتتغذى على المواد الموجودة في التربة وتنتج معدناً ومواد لاصقة تغلق التصدعات.
هل جُربت الخرسانة الجديدة؟
نعم، جربت في إصلاح مبنى عمره قرابة 900 عام.
في كثير من البلدان يعود تاريخ بعض المباني إلى مئات أو آلاف السنوات، وعملية ترميمها مكلفة للغاية، ولا تخلو من خطورة الانهيار.
الآن طوّر فريق بحثي من عدد من الجامعات في أوروبا عجينة خرسانية تحتوي على البكتيريا قادرة على إصلاح الشقوق والتصدّعات من تلقاء نفسها.
ووفقاً للتقرير الذي نُشر، اليوم الجمعة، في مجلة "هورايزون" المدعومة من المفوضية الأوروبية، فإنّ هذه العجينة الخرسانية المحتوية على جيوش من البكتريا، تُرش على المباني التي تحتوي على تشققات، فتتغلغل البكتريا داخل الشقوق والصدوع وتغلقها، وعندما يولد صدع جديد تتمدد تلك العجينة لغلقهِ والحفاظ على المبنى متماسكاً بشكل جيد.
قال مايكل هاربوتل، أستاذ الهندسة الجيولوجية في جامعة كارديف: "يمكن للبكتيريا التي استخدمناها أن تعيش بسعادة في مثل هذه البيئات الرطبة، وتؤدي إلى تكوين معادن جديدة، ما دام أنها تستطيع الوصول إلى الماء والأكسجين والمواد المغذية".
اختبر الباحثون عجينة البكتيريا في "مونماوثشاير" في ويلز، وهو معلم تاريخي تأسس عام 1131، ووجدوا أن العجينة حسّنت بالفعل البنية المجهرية للبناء دون تغيير المظهر الخارجي للحجر.
كما بيّن الباحثون أن عجينة البكتريا لم تعالج الشقوق والتصدّعات وحسب، ولكن كانت قادرة على حماية القضبان الفولاذية المغطاة بالخرسانة.
وقال ماجليني ثيودوريدو، مهندس في جامعة نيوكاسل شارك في البحث: "ستتيح إمكانية دمج مواد الإصلاح الذاتي في تصميمات أكثر جرأة واستدامة".
وأضاف: "إن اعتماد عجينة البكتريا في البناء سوف تؤدي إلى ولادة طرق بناء جديدة ومثيرة، بالإضافة إلى أشكال معمارية يمكن أن تظل قوية عدة قرون".